يا مصرى ليه

Tuesday, December 30, 2008

مقال

بكاء في الغرف المغلقة

احمد مفرح*

لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها ......و لكن أحلام الرجال تضيق

(1)

أنا في فمي ماء كثير ولا اعرف كيف أصيغ كلماتي التي بالتأكيد قد تتخطى الحدود المرسومة في عقول الكثيرين من القيادات ، لان الأحوال و الأخبار الاتيه من هناك في غزه لا تتحمل إطلاقا ضيق العقول في التعامل مع الحدث ، أمامهم مذبحه و خيانة و تواطأ و مهانة وما زالوا إلى الآن يتعاملون مع تلك الأحداث  بمنطق البكاء في الحجر المغلقة التي لا تجدي نفعا ولا تسمع صدى فأنت بالتأكيد لست مسمع من في القبور .

 

كنت و منذ اللحظة الأولى اخترت أن أكون من فريق المحافظين على التقاليد و الأعراف التنظيمية و التي من خلالها صببت جل اهتمامي في تعريف الأخطاء  و كتابتها و تقديمها و كيفيه مواجهه الأحداث  آخذا نصب عيني  أن تكون نيتي ووجهتي إلى الله أولا و ثقتي في تلك القيادات ثانيا بأنها المعول الاساسى على إصلاح ما حدث من خطأ  سواء كان من وجهه نظري او وجهه نظر المئات من أفراد الصف .

 

إلا أن الحال كاد لا يتغير مطلقا  ، و كأن كتابتنا و تحليلاتنا و مأخذنا تنال نصيبها الوفير إما في أدراج الحفظ أو صناديق القمامة  أو حرقها خوفا من أن تقع في يد الأمن ، و كأن كل هؤلاء المئات من أفراد الصف  بأفكارهم و مأخذهم و اقتراحاتهم هي صغيره و قليلة و غير متكافئة بالنسبة إلى خبره حفنه من الأفراد لا يتجاوزون  العشرين .

 

المصيبة الكبرى دائما تقع عندما يظن البعض أن لديهم من الرصيد الكافي  الذي يجعلهم لا يسمعون أو يبصرون لاقتراحات غيرهم من الأفراد  و أنهم يعرفون مالا يعرفه  غيرهم .

 

المصيبة الكبرى أنهم تعودوا على أن يكونوا هم القيادة و الحكام و القضاة و التنفيذيين في وقت واحد ، فمن خلال هذا المنطق تخرج الأفكار من عقولهم فتكتبها أيديهم في أوراقهم و يطبعونها بأنفسهم و يوزعونها بمعرفتهم فتصبح قرانا يتلى آناء الليل و أطراف النهار ، من وقف ضدها أو تلسن بما فيها من عوار و ضعف وضع في خانه المتكلمين و المتحدثين و الغير فاهيمن لمجريات الأمور " و أنت لا تعرف ، و أنت لا تفهم ، و اعمل شيئا مفيدا غير النقد ، و أنت دائما من الناقدين و لو  وفرت أوقات نقدك و حديثك للدعوة لهو أفضل أثرا و اجل شأن و غيرها من الكلمات التي سترص أما أذنك و ستقذف بها في وجهك.

 

المصيبة الكبرى أننا لا نعطى أهل الاختصاص اختصاصاتهم ، بل لا نوفر لهم حتى الجو المناسب للتنفس و الحركة و الإبداع و التغيير  حتى في وقت الأزمات و المصائب التي لابد  فيها من التحرك عن طريق مرشدي الطريق و عقول الاختصاص تأتيك الأنباء بما لا تحرك ساكنا أو تحدث أثرا .

(2)

بعد كل هذا أعود إلى العنوان " بكاء في الحجر المغلقة " و الذي من خلاله جاء تقييمي  لأداء رده فعل الجماعة منذ العدوان الصهيوني الأخرق على أهلنا في غزه ، كنت اعتقد بأن القادة سيثأرون لدماء الشهداء المتناثرة دماؤهم و أشلاؤهم على طرقات و ثرى غزه ، كنت اعتقد بأن تلك النفوس التي هالها المنظر المروع وأفزعتها صوت الرصاص و دوى القنابل ستحدث أثرا فيها و في  تقييمها للموقف ، كنت اعتقد  أن تلك العقليات القديمة سوف تضخ فيها دماء التغيير و التجديد عند ارتفاع ضغط دمها مما تراه و تشاهده على الفضائيات و على صفحات الجرائد .

 

لكن كل هذا لا اثر له ما دمنا ننحاز إلى الجانب الامنى في التفكير  دائما و كأن كل امرىء منا يمشى و فوق كتفه " مخبر  من امن الدولة" يراقبه و ينظر إليه و يتحسس حركاته.

 

إلى الآن أيها الإخوان  انتم و جميع القوى الوطنية لا يمثل ما فعلتموه من فعاليات للدفاع عن إخوانكم في غزه لا يمثل قدرا بسيطا من تقديم ما تستطيعون  أن تفعلوه  و  الله أنا لو اعلم بأن ما نفعله هو جهدنا ما صرخت و ما تكلمت و ما قلت حتى كلمه و لكن لعلمي بأننا نستطيع أن نقلب عليهم أمورهم و خططهم و خيانتهم المفضوحة و التي أصبحت علنية على لسان الرئيس مبارك المفضوح ووزير خيانته  ابو الغيط.

 

إذا كان الإخوان و القوى السياسية اجمع ينتظرون من هذا النظام أن يقدم شيء للأرامل و القتلى و الأطفال و الشهداء فأنا أقول لهم بأنكم واهمون و رؤوسكم في الرمال ... إن هذا العدوان لم يكن ليحدث لولا هذا التعاون الصهيو مباركي  لولا هذا السكوت المخزي من الدول العربية اجمع و ليقرأ و ليسمع  و ليشاهدا لعالم كله  " و على عينك يا تاجر " ما فعله وما قدمه هذا النظام العميل لتسهيلات و تعاون حتى التكتيك فى تنفيذ خطه العدوان على غزه كان هذا النظام في صدارة تنفيذه  .

 

 و الآن بعدما سمعتم و شاهدتم و رأيتم هذا الشيخوخ القابع على صدر أكثر من ثمانين مليون بنى ادم الذى صمت دهرا و قال كفرا  و هو يتوعد المقاومة و يتوعد بعدم فتح معبر رفح   و كأن الفعاليات التي خرجت ليس لها ثمن و ليس لها ثقل و ليس لها قيمه  و كأن أذنه الصماء لا تسمع أنين الأطفال و نحيب النساء و بكاء الأرامل ، تلك ألام التي قتل خمسه من أبناءها و هذا الأب الذي قتل  أبناءه أمام عينيه و هذا الشهيد الذي لفظ أنفساه الاخيره و هو يرفع سبابته ليعلن توحيد الله و شهادة أن لا اله إلا الله و أن محمد رسول الله ، مناظر القتلى و الضحايا و هي ملقاة في الشوارع  كل هذا ليس له قيمه عند هؤلاء الحكام و هذا النظام المستبد و الذي أعلن من منبره ذبح المليون و نصف مليون إنسان بدم بارد .

 

نعم ...كانت تلك هي رده فعل هذا النظام للفعاليات التي تمت لأنه لم يحس و لو لثانيه واحده انه مهدد  و أن الشارع قد فلتت زمام أموره منه  و أن الوضع الداخلي سيزداد سوأ أكثر مما هو عليه  و كل هذا مرهون بتحرك الألوف في الشارع حينها يرى الفعاليات قد ازدادت و أن الحشود قد كثرت و أن  درجه غليان الشارع قد قاربت على درجاتها القصوى فيرفع سماعه هاتفه و يقول للصهاينة الوضع عندي ازداد سوءا و سوف أتنحى قليلا عن الخيانة  .

(3)

إن الحل الوحيد هو النزول للشارع لتهديد  هذا النظام  ، ليعرف أن هذا الشعب ما زالت فيه روح من كرامه ، ما زالت فيه روح من نخوه ، ما زال فيه رجولة و لو كان الثمن  هو القتل و القنابل المسيلة للدموع  ولو كان الثمن هو الحبس و الاعتقال .

 

إلى قاده الإخوان الأفاضل أقول " بأن هذا هو وقت العمل يا رجال التربية ،إن هذا هو وقت قطاف الثمرة الذي من اجله تعملون كل هذه السنين ، ستعرفون  في هذا الوقت من هو الاخوانى الغث و الاخوانى السمين .

 

 أيها القادة و المربيون و المسئولون ..إننا نخرج من غرفنا المغلقة و التي اعتدنا عليها و لم نعرف غيرها على مدار طويل  إلى غرف أكثر إغلاقا و لو كان مع اتساعها  في نقابه أو جمعيه  أو نادى .

 

نصرخ في أنفسنا و نسمع نحن صدى صوتنا و رجال النظام في الخارج يضحكون علينا و على ما نفعله و كأن لسان حالهم يقول : ماذا يفعلون هؤلاء و إلى من يكبرون و على من يصرخون  لتلك القطع الاسمنتيه الواقفون عليها و التي تحيطهم أم لتلك الجموع المحشودة في الغرف و الصالات .

 

و نحن نقدم لهم الهدية على طبق من فضه  ، أيها النظام اتركنا ساعة أو ساعتين نفرغ فيه شحنات هذه الألوف حتى تخرج مرتاحة على صريخها و هتافها للجدر الاسمنتيه .

 

 نخرج من غرف لنعود إلى غرف و لما لا فنحن في عهد الغرف المغلقة و رجال الغرف المغلقة ، أيها الغزاويون انتظرونا نحن و جيشنا الذي ربيناه في غرفنا المغلقة سنأتي إليكم على ظهر وساده.

باحث و محلل سياسي

29/12/2008

 

Blogged with the Flock Browser

2 comments:

القلم السكندري said...

جزاكم الله خيراً أخي الكريم

ونسأل الله عز وجل أن يهدي جموع الحركة الإسلامية إلي (استبانة سبيل المجرمين).. والي تمييز عدوهم من وليهم

ميرا ( وومن ) said...

صديقي العزيز أبو مفراح

برجاء مراجعه مدونة رئيس جمهورية نفسي ومحاولة مساعدتنا في مسعانا