يا مصرى ليه

Tuesday, February 05, 2008

المقال الاسبوعى

ابتسامه المستبد

بقلم ابو مفراح

إن الناظر إلى المشهد السياسي لاى من النظم المستبدة التي تحكم واقعنا العربي يرى جيدا بان تلك النظم لا تقوم بأي عمل من الأعمال سواء الداخلية منها والخارجية إلا و قد أخذت منها أكثر مما تعطى ، ففي المقام الأول لابد أن يكون القرار صادرا من اجل تحسين وضعها السياسي لدى الأمريكان و الصهاينة ولا تأبه إلى تأثير تلك القرارات على وضعها الداخلي و محيط مجتمعها الذي تحكمه.

و النظام السياسي المصري في تلك النقطة له من الريادة و السبق ما يجعل دول المنطقة تحتزى به وتقلده، فالمنظومة السياسية المصرية تراها دائما تلعب من اجلها من اجل أن تكتسب شريعة افتقدها نظامها المستبد من جماهيريه و شعبه فأراد أن يستجلبها من الخارج و بذلك أصبح التابع المطيع لكل من السياسة الامريكيه و الصهيونية في المنطقة .

بالفعل جعل من أجهزته الامنيه حارسا للسياسة الامريكيه و الصهيونية على منطقه الحدود خصوصا بعد الحسم العسكري لحركه حماس في غزه و اخذ منذ الوهلة الأولى على عاتقه فرض سياسة الحصار على الشعب الفلسطيني في غزه فلا ريب أن صوت المستضعفين في غزه قد بح من كثره الاستغاثة و المناداة و استجداء النظام المصري على فتح المعبر و عدم المشاركة في الحصار إلا أن الالتزام بخطط الأمريكان و الصهاينة التي تمد له يد البقاء بعد أن فقد شرعيته الداخلية جعلت في أذنيه وقرا و صمت تماما عن أن تسمع آهات المحاصرين .

و يوم أن انفجر المرجل و فتحت الحدود بالقوة رأينا جميعا تلك الابتسامه "ابتسامه المستبد" وصوته الذي لا يسمح بتجويع الشعب الفلسطيني و الذي لا يسمح بالحصار الظالم و تلك التصريحات لا ريب فيها أتت بعد أن فقدت السبل في مواجهه هذا الزحف البشرى من الفلسطينيين على الحدود و هذا الضغط الداخلي من الشعب وما يبرهن على ذلك انه في نفس اليوم تم القبض على أكثر من 2000 مواطن .

ما أريد أن اصل إليه هو أن النظم المستبدة لا يأخذ منها خيرا لا في صالح الامه ولا في صالح الجماهير بل كل ما تفعله و ما تقدمه فهو في الدرجة الأولى في صالح بقائها .

لذا فان النظام الذي نحياه و نعيشه في دائرته بلا شك نظام استبدادي يتعامل مع كافه الاطروحات و الظواهر من خلال المحافظة على قبضته في تحكمه بالأمور وكل ما يفعله من سياسة ليس من منطلقات الثوابت الوطنية أو العروبة بل من منطلقات الحفاظ على الكراسي و الحفاظ على الحكم و السلطة.

ماذا تنتظرمن نظام لا يكترث بقضايا اللاجئين و يقتل أكثر من 25 لاجىء سوداني في قلب العاصمة فمهما تحدث المتحدثون عن انفعالاتهم و سلوكهم فلا مبرر يعطى لهم الحق في القتل و التنكيل .

ماذا تنتظر من نظام قتل أكثر من عشره مواطنين من أبناءه في انتخابات مجلس الشعب السابقة كيف به أن يهتم بالحريات العامة و منطلقات الحرية و الديمقراطية .

نظام قائم على التعذيب الممنهج في تعامله مع المواطنين المئات يقتادون إلى سلخانات أقسام الشرطة و يعمل على تكميم أفواه معارضيه بالاحذيه و الكرابيج و الكهرباء فكيف به أن يهتم بالكرامة و الشجاعة أو حتى يالامور الانسانيه .

نظام قائم على الفساد الادارى من قمة رأسه إلى إصبع قدميه و التقارير تتحدث يوميا على نهب خيرات البلد و احتكارات رجال الأعمال و زيادة معدلات السرقة و تفشى الرشوة في كل موضوع من مواضع النظام الادارى بالدولة فكيف به أن يهتم بالامانه و الشرف في مواقفه السياسية .

إن كنت قد صدقت كلمة واحدة مما سمعته أذناك فقد أحكم لك المنافقون والأفّاقون العقده التي لا حل لها فكيف تكون هناك لحظه صدق من نظام يعلم جيدا تفاصيل الجحيم الذي يتعرض له مواطنوة و ما يفتعل بهم يعرف تفاصيل مئات الحالات من التعذيب والإهانة والإذلال والقهر واغتصاب الرجال وتعليقهم من أرجلهم في سلخانات الشرطة، بل وصل الأمر بأحد ضباط الشرطة أن يسكب الكيروسين على جسد مواطن مسكين، ثم يشعل فيه النار وهو نائم في التخشيبة من أن يحس أو يستمع حتى لأهات المعذبين من خارج الحدود وما يتعرض له الشعب الفلسطينى المحاصر لذا فان ما سمعناه و شاهدناه حاله ارتباك من هبه الجماهير المتعاطفة ووصول درجه الغليان في الشارع إلى درجه قصوى لا تصدقوا أن يكون هذا النظام في خندق واحد مع المحاصرين ولا أن يعمل من اجل فك حصارهم بل هو دائما و أبدا في خندق المحافظة على عرشه و حكمه في خندق الضرب و التعذيب و التنكيل و المهانة و القزامه و التفاهة.

لذا فلا تراهنوا على هذه النظم المستبدة إنما الرهان على هذا الشعب و تلك الجماهير الرهان على أن تتحرك الجماهير على أن تتحرك القوى السياسية تعلى من درجه غليان الشارع و الوسط السياسي.

الرهان على كل صاحب قلم و كل صاحب علم و بحث و مقال قادر على أن يصل إلى الجماهير و أن يحرك فيها جينات الاستكانة و المهانة حتى تعود لها عزتها و كرامتها المسلوبة حتى تنهض بنفسها و تنهض معها الامه جميعا فالعالم الاسلامى كله في انتظار أن تنهض تلك البلد و تستبدل ابتسامه المستبد بإبتسامه المنتصر .

ابو مفراح

جمهورية مصر العربية

5/2/2008

10 comments:

مدونة كل العرب said...

حيتم اخى على هذة المقالة واقتبس منها
ففي المقام الأول لابد أن يكون القرار صادرا من اجل تحسين وضعها السياسي لدى الأمريكان و الصهاين
- نعم لانهم حكام وحكومات ليست نابعة من ارداة الجماهير المحكومين
اقتباس
بالفعل جعل من أجهزته الامنيه حارسا للسياسة الامريكيه و الصهيونية على منطقه الحدود
دائما الحكم الفاسد يريد تدعيم موقفة وتقوية سياستة فكان لزاما على الحكومة المصرية ان تعمل لصالح وجودها
اقتباس
خصوصا بعد الحسم العسكري لحركه حماس في غزه
بغض النظر على معركة فتح وحماس او الخلاف بينهما - كان لابد من الحكومة المصرية والشعب المصرى ان يساند الحق والخير المتمثل فى الفلسطينين بمختلف طوائفهم وفصائلهم وافكارهم - لكن للاسف الشعب يريد الخير الا ان الحكومة تريد كسب النقاط من قاداتهم فى الغرب
اقتباس
ما أريد أن اصل إليه هو أن النظم المستبدة لا يأخذ منها خيرا .....بقائها
- صدقت ايها الكاتب الماهر فهذا دائما هو حال الضعفاء
شكرا لك على هذة المقالة الرائعة
حيتم خيرا

mo'men mohamed said...

عندى تساؤل
هو رفح دى مش حدود مصرية
وان اى حد يتعدى على حدود الغير يبقى من حق الدولة دى تدافع عن نفسها
وزى ما احنا عارفين عن مبارك انه مستبد
وانه مش بيرحم
عارفين برده انه ذو دهاء شديد و زكاء حاد
أعتقد ان تفجيرات المعبر كانت بتهاون منه
وان اللى حصل بمزاجه
مبارك قادر على انه يمحى اللى عمل كده من على وجه الأرض وساعتها يبقى حقه
ولكنه تغاضى عن ذلك بل وسمح بعبور الموارد على الرغم من التفجير
على العموم
زى ما انت قلت
العزة فى غزة
جزاكم الله كل خير
السلام عليكم

ahmed mefrh said...

السلام عليكم
اخى حريه الفكر و الابداع
جزاكم الله خيرا اخى على مرورك و اقتباساتك و تعليقك على المقال و دمتم بود

ahmed mefrh said...

اخى العزيز مؤمن
حقيقتا اخى لم استطع ان امنع نفسى من التعلق على ما كتبته من تعليق و الحديث فى النقطه الى تطرقت اليها محتاجه مقال كامل و لكنى سأحاول الرد فى بضعه اسطر
نعم تلك الحدود التى تمر كسرها هى حدود وطنيه و تمس بأمن مصر و لكن اخى اخشى ان تلك النعره التى لم نتحدث عنها طوال المده من كامب ديفيد الى الان حان وقت التشدق بها
اولا:لا تنسى بأنك انت الذى وضعت تلك الحدود فىة حاله هذا الضعف الهزيل بتلك الاتفاقيه و لا تنسى بأنك انت الذى وضعت هؤلاء الجنود المعزولين عن ىالحياه العسكريه لكى تحافظ على حدودك
ثانيا :انا لم انكر ان الذى حدث فى المعبر الفتره الفائته ىلم يستثمره النظام ومبارك و لكن لننظر بعين من التفحص نجد بأن هذا الاستثمار ليس من اجل الكرامه و الثوابت الوطنيه كما ذكرت و انما من اجل اعاده هيبته التى انهارت بعد زياره بوش للمنطقه و اعاده دور هذا النظام استراتيجيا لكى يثبت ان لديهاوراق يمكنه من خلالها ان يقلب الدائره فوق رؤوس الجميع و هذا بلا ادنى شك استثمار لشخص النظام حتى يستطيع ان يكسب اوراق تمكنه من التفاوض مع الغرب فى استمراريه نظام حكمه المستبد
تحياتى اليك اخى و الى وجهه نظره المفيده

محمد مارو said...

ابو مفراح
و الله لا حكومات و لا حاجه
مش هينفعنا سوى ايمانه بربنا و قوه سلاحنا

ما اخذ بالقوه لا يستمد الا بالقوه

مدونة يلا نفضحهم said...

الى كل حر فى هذه البلد
سلام عليكم ورحمه الله وبركاته
ابعث أليكم بهذه الرساله من داخل زنزانتى
فأشهد الله انى احبكم فى الله
فلقد اعتقلت انا واخرين من خيره رجال هذه البلد
فى تهمه هى وسام على صدورنا جميعا
فكنا نقف كما وقفتم انتم ضد حصار غزة
وهذا مالم يعجب ضباط امن الدولة
فتم اعتقالنا وعلى الرغم من صدور قرارت قضائية
بالافراج عنا ولكن لا يتم التنفيذ
وعلى الرغم من حالتى الصحية التى تحتاج ان
اكون تحت اشراف الاطباء
ولكن كلنا فداكى يا فلسطين
فداكى روحنا ودمائنا واموالنا
اخوانى الكرام
انتهت رسالتى لكم من داخل زنزانتى
ووالله لو أملك المقدرة على ان اصافح ايديكم الطاهره
واقبل جبهاكم التى ترفض الركوع لغير الله لفعلت
ولكن عذرى
انى اتلقى كل يوم رسائل منكم انتم معشر الشباب
فكم كانت هى اسعد اللحظات عندما كنت اتحدث اليكم
وها انا افعلها الان
اخوانى المدونين الاحرار
جزاكم الله عنى كل خير
د\ ابراهيم الزعفرانى
امين عام نقابة الاطباء بالاسكندرية
المعتقل بتهمه
المطالبه برفع الحصار عن غزة
=============================================
للتوقيع على وثيقة الافراج عن
الدكتور ابراهيم الزعفرانى

اضغط هنا
http://yallanefdahom2.blogspot.com/2008/01/blog-post_3398.html

أميرة محمد محمد محمد said...

مبرك عمل كده عشان مصلحته عشان يظهر كانه بطل قومي بيدافع عن الفلسطينين
مش عارفه هو مش مكسوف من نفسه بعد الحصار اللي شارك فيه عليهم
ربنا ينتقم

challenging_sam said...

أبو مفراح ... و الله زمان والله أخيرا
أيوا كده هو ده ابو مفراح اللي إحنا عارفينوه

بص ... النظام و ميئوس منه بس اللي مش فاهمه حقيقة الموقف العجيب بتاع غالبية الإعلاميين و الكثير من الناس
أن الموضوع أخره حدودي و حدودك ... وتهديد الأمن القومي و مالناش مشكلة مع إسرائيل ... و الفلسطينيين لازم يتعلموا سياسة و يقعدوا مع بعض و فرق تسد و الهبل داه

أنا عشان كده ... بأتمنى أنك تتبنى فكرة البلاك ليست
Black list

لكل من قام بالتحريض على حماس و الأخوة الفلسطينيين و على غزة متهما إياهم بأقذع الإتهامات

و عمت بالخير

مشروع انسان said...

هما لازم يظهروا بشكل قوى ولو مصطنع
مينفعش الناس تحس ان الفلسطنين دخلوا غصبن عنهم
لازم يطلع تبرير يجعل منهم ابطال
سبحان الله

بس الحمد لله على الجزيرة مباشر
اللى بقت تفضح كل من يخدع الجماهير والشعوب وتظهر كلامه وصدقه

Mohamed Ibrahim said...

كانت شكرنا له حين فتح المعبر سواء لعبور الحجاج ... او هذه المرة

هو غضا للبصر عن النصف الأسود من الأمر

-تأخره فى الفتح امام الحجاج مما تسبب فى موت بعضهم ...نحسبهم شهداء ولا نزكيهم على الله.

-تأخره فى المرة الثانية وإنتظاره حتى يتم تكسير تلك الحدود الفاجرة بين بلاد الإسلام.


كان شكرنا له....تشجيعا له بأن الشعب قد يدعمه فى قرارات ضد إرادة اليهود والأمريكان

لكن ... هيهااات !!

فالذل والعار والإستكانة... دائما مايُلازم صاحبه ..حتى يكون العز كلمة صعبة المدغ عنده

اللهم خلّصنا

شكرا ابو مفراح