يا مصرى ليه

Saturday, June 21, 2008

مقال

العصافير لا تحلم

بقلم / احمد مفرح

ما اعرفه جيدا أن العصافير لا تحلم ، و إنما هي دائما باحثه و عامله و دؤوبه الحركة و الطيران ، و لو وقفت عند حدود الحلم لكانت كل عصافير الدنيا جائعة و تائه و غارقة في بحر الأحلام .

كان هذا أول ما تطرق إلى ذهني و أنا اقرأ مقالات " أحلام العصافير " في جريده الدستور مع علمي أن الكاتبة إنما أرادت المجاز من عنوانها إلا أن الارتباط الظاهر بين العنوان و المضمون اظهر فعلا أنها أحلام للعصافير .

بلا أدنى شك فان الحديث عن جماعه الإخوان و تقديم النصح و الإرشاد و القول السديد لها من جميع أطياف و ألوان و شرائح المجتمع المصري لهو أنبل مقصد و اعم فائدة للجماعة و هو خير دليل على مدى تعمق و تجذر الجماعة في قلب ووجدان المجتمع المصري "ورحم الله امرأ أهدى إلى عيوبي " كما قالها أمير المؤمنين .

إلا أن الناظر إلى منطق إهداء العيوب للجماعة من اى صاحب مقال أو بحث موجه فيه النقد تجده منذ الوهلة الأولى يقسم و يبرا نفسه من اى انضمام للجماعة حتى لا ينظر إليه بعين من الشك و الريبة في أقواله و أيضا يبتدا قوله بأنه يعلم جيدا ما سيقال عنه و كأن نظريه المؤامرة دائما ما تنزل بمنزل الوجود لاى شخص يتحدث عن الجماعة و هي من وجهه نظري ابتداء لضعف في البراهين ووهن في الحجج.

على العموم، من الشك أن يقال أن هناك من هم احرص على الإخوان من الإخوان أنفسهم ، أو أن هناك من هم أحب للجماعة من أفرادها و الله يعلم ما نخفى و ما نعلن ، لسبب بسيط لان دائرة التضحية لمن داخل الجماعة أقسى منها لمن خارجها ومن يدافعون عنها بإنتماءهم التنظيمي حتى و لو كانوا لا يملكون لسانا ذاكرا أو قلما ذو مداد ثاقب لهو خير مائه مره لأهدافها التي تنشد في الأساس إصلاح المجتمع "و كل الاتجاهات الفكرية يسارية كانت أو يمينيه تشهد على ذلك" ممن يملك اللسان الذاكر و المداد الثاقب الذي يجوب في بحور الصحافة و الإعلام .

الكل ينشد التغيير في الجماعة ، و التغير كما يعلم الكثيرون من الكلمات المطاطية التي ليس لها وزن دون أن يكون لها وسائل و أهداف عن ماذا نقصد للتغيير و هل التغيير تغيير في الأفكار أم الوسائل أم تغيير في القيادات و البرامج ، الكثير من المفكرين يناشدون التغيير و بلا شك نحن معهم في المناشدة و نبذل في ذلك الجهد الوفير و لكن بين مناشده و مناشده أمد و بعد .

نعم هناك الكثير من الخل و هناك الكثير من العوار في جماعه يقارب تعداد أعضائها على اثنان مليون شخص و لها أفرع في أكثر من سبعين دوله ، إلا أن المشكلة الكبرى التي هي اكبر من اى تعداد أو عوار القيام بالنظر إلى كل مطالب الآخرين للجماعة ، الكل يطلب من الجماعة أن تكون كذا و كذا و الكل يسأل أين الكوادر و أين الجهابزه و أين" المفكر العضو ذي البصيرة التاريخية" و لن تستطيع جماعه لها خططها و مناهجها و طرقها في النظر إلى متطلبات الآخرين مع كثرتها و مقاصدها و لكن ما اعلمه جيدا بأن الجماعة لها أذان تسمع و عيون تشاهد و تبصر و تعلم الغث من السمين من الاقتراحات و الطلبات و تأخذ منها و ترد ، فلا يمر أسبوع أو أخر إلا و نجد من يطلب من الإخوان و من يتحدث عن الإخوان و كلها كما قلت سابقا توضع في الجانب الايجابي للجماعة و إيجابياتها اقل من سلبياتها.

هذا مع اتفاقي معهم أن هناك من الاساتذه و المفكرين ممن اعتلوا منازل الفكر و السياسة و أصبحوا قيادات و نوابغ إلا أنهم قد خرجوا عن عباءة الجماعة لسبب أو لأخر ، و لكن ما أريد توضيحه ان عزائنا الوحيد لمثل هؤلاء أنهم يعرفون الحق حقا و يرجون إتباعه و يعرفون الباطل باطلا و يرجون اجتنابه ، و إن كان هناك من سبب أو أخر جعلهم خارج السرب إلا أنهم لم ينحدروا عن الطريق و لم يرتضوا إلا فكر الإخوان إتباعا و لو دون تنظيم ، رأيت من هؤلاء و تعاملت معهم ووجدت فيهم من هم أفضل صوره و أنبل مقصد من كثر على الساحة ، وان هناك الكثيرين ينظروا إلى الثقب المصنوع من مسمار صغير ولا يلموا بالأوراق من جميع اتجاهاتها .

الجماعة من وجهه نظري لم و لن تكن أبدا معوقا لاى " حركة تحاول التطوير من الداخل أو الخارج"أو أنها " تُحَجّم الباقين وتضع سقفاً لحدود الحركة" و إنها لتهم صعبه التشخيص و الفهم و ضعيفة الحجة و المنطق ، فالكل يعمل في الميدان السياسي و العمل يتطلب وجود مشروع و أهداف و أن تحافظ اى جماعه أو حزب على مشروعها و أهدافها و تعمل لما تراه مناسبا لها و لظرفها الحالي لا يصبح تحجيما للباقين أو معوقا للتطوير ، الكل موجود على الساحة و الكل يعمل في حدود إصلاح الوطن ، و لماذا نرمى دائما بالكره في ملعب الجماعة و كأن المشاكل كلها تصدر منها و كأنها السبب و المسبب في انحدار المعارضة السياسية وما يعتريها من ضعف و انهيار و كأن جماعات و تيارات المعارضة الأخرى قديسين ورهبان .

و أخشى ما يخشاه معي الكثيرين أن يكون منطلق مطالبه الجماعة بأن تصلح من شأنها و أن تكون ذات " وعي تاريخي باللحظة السياسية وبقدرة علي النفاذ لمتغيرات الواقع وسيناريوهات المستقبل" ستارا لضعف في الحركة و المشاركة في التغيير من قبل المطالبين ، فبدلا من أن يوجه سهام نقده إلى الباطل و أساطيله و الاستبداد و نفوذه يوجه نقده إلى من يعمل و يجتهد و إن اخطأ ، هل الأولى أن أوجه سهام نقدي لمهدى عاكف أم إلى مبارك و حاشيته ؟؟؟؟ و هل الأولى أن استخدم براعتي في الحديث و الكتابة و الظهور الاعلامى لكي انتقد مهدى عاكف و نظامه أم أن استغل طاقتي و ما أوتيت من القوة في أن أقف ضد نظام مبارك و استبداده ؟؟؟؟؟ من الأولى بالقصد و الإتباع ؟؟

و أخيرا فالنظرة إلى السيناريوهات الاربعه التي قدمتها الكاتبة لمسلسل كسر الحلقة المفرغة و الرهان على الإخوان فأن النظرة الأولى لها تظهر ما قالته هي بإتهامها من قبل الآخرين "بالسطحية " إلا أنها من وجهه نظري مرتبطة ارتباط كبير بما قالته في البداية ودليل على أنها ليست منضمة للجماعة أو عضو ا فيها و إنها دليل على أفكار عصافير تحلم .

و في النهاية اعلم جيدا بأني..... طبعا لست في مصاف أو درجه الرد على الكاتبة و اعلم أن نافذتي ليست كنافذتها و أن لها قراءها و معجبيها و تلامذتها إلا أن ايمانى بأن الفكر لا يرد عليه إلا بفكر مثله و القلم لا يرد على إلا بقلم ورجاحة عقل المتلقي ستبرز أمامه بأني لست متحدثا بأسم الجماعة و إن كل ما كتب أراء شخصيه للرد على أراء شخصيه أخرى ... و الله من وراء القصد و هو يهدى السبيل .

...........................................................................

21/6/2008

3 comments:

علم الهسس said...

سؤال: هى الناس ليه قاعدة تهاجم الإخوان؟؟وسايبة الناس التانية؟؟

الإجابة وبكل سهولة

الإخوان يتبنون ايديولوجيا اسلامية وتطرح استراتيجية للتغيير مرجعها الإسلام
وتقول للناس تعالوا ايدونى فى هذه الأستراتيجيات
والإسلام ملك الجميع وليس ملك لأحد

وبالتالى الناس تنتظر النتائج
وطال الوقت على تقديم نجاحات ملموسة للجمهور

لذلك كثر النقد وكثرت الإنشقاقات لكى تبحث عن بدائل جديدة لإحداث عملية التغيير بصورة حقيقية
..
..
..
وانا أرى أن الإخوان لا ينظرون الى انتقادات الأخرين بعين الإعتبار

لأنهم يرون أنهم أقدر الناس على فهم أنفسهم
وأن الأخرين الذين يعيشون خارج اطار الإخوان هم غير ملميين بكثير من التفاصيل التى يلم بها الذى يعمل داخل هذا الإطار

الناس غير مطالبة بمعرفة هذه التفاصيل
الناس تحتاج الى رؤية نجاحات لأهدافك المعلنة
وطالما لم تحقق من هذه الأهداف شيئا
فطبيعى جدا
أن ينصرف عنك الناس ويلجأوا الى غيرك من الإستراتيجيات التغييرية الفاعلة
..
..
..
الوقت يمر ولا يجوز بحال من الأحوال
أن نورث مشارعينا ونجاحها الى ابنائنا

المشاريع لا تورث
لإما تؤتى ثمارها فى حياة صاحبها
او تموت
انا ايه اللى يجبرنى انى اعيش فى مشروع غيرى وان اناضل من اجله
انا اناضل من اجل مشروعى انا الذى اصنعه واجتهد لكى أرى نتائجه فى حياتى او ارهاصات بداياته

وتقبل مرورى

أميرة محمد محمد محمد said...

اخي ابو مفراح كنت لسه متكلمه عن الموضوع ده في مدونتي وهيسعدني جدا ان حضرتك تدخل تشوف البوست اللي انا كاتباه وتقوللي رأيك
اكتر حاجه انا معترضه عليها هو مستقبل المشروع الاسلامي في ظل السيناريو الذي قالته الدكتوره
الوضع بالفعل صعب وربنا يعطينا القدره علي الثبات

Anonymous said...

الحقونا هنقفلها ونقعد فى البيت !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

..... فى انتظاركم موضوع خطير بحاجه الى رايكم ........

لا تتردد

وشارك

لمحاولة الحفاظ على حقوقنا وحرياتنا فى التعبير عن راينا دون رقيب غير

ضميرنا واخلاقنا ومبادؤنا ..... شكرا لك مقدما تواصلك معنا