يا مصرى ليه

Sunday, November 02, 2008

مقال

من وحى شعار مؤتمر الحزب الوطني

عدالة  السيد الرئيس*

احمد مفرح*

 

للوهلة الأولى ما كنت اعتقد أن  الوريث المنتظر " جمال مبارك " و لجنه سياساته قد جاوزت المدى الذي يحس الإنسان بالخجل و الاضطراب مما يفعله مصر هو و أبيه و حاشيته  ليل نهار ، و ما كنت أتخيل أن يكون استخفافهم بهذا الشعب وذاك المواطن يصل إلى تلك الدرجة ، و كأن الرئيس ووريثه و لجنه سياساته تخرج إلينا لسانها و تقول بمليء إلفيه " اضربوا دماغكم في الحيط".

 

سادت تلك الأفكار ذهني عندما سمعت عن شعار المؤتمر الجديد للحزب  الوطني و هم في كل مره يفاجئوننا و يفاجئون الشعب المصري بشعاراتهم ، و تلك الشعارات ما هي إلا  وهم كبير في وورقه صغيره في سله مهملات الحزب الوطني و رئاسته .

 

عن اى عدالة اجتماعيه يتحدث  الرئيس و حزبه  و عن اى مجتمع يهدف لمخاطبته بمثل تلك الشعارات ،  بل و لو كان المجتمع موجودا  فأين هي العدالة ، و لو وجدت العدالة فأين ذهب المجتمع ، لقد قام النظام الحاكم و من معه بإنهاء العدالة في مصر و انتحر في عهده المجتمع ذهبت العدالة و انتهت منذ أكثر من خمسين عاما كان احلكها ظلما في عهد هذا النظام و تحلل المجتمع الذي  انتهت فيه الأخلاق و زادت فيه المنكرات حتى أصبح التحرش الجنسي من سمات الشارع المصري و أصبح كل ما هو رذيل و كل ما فسق و كل ما هو ضلال نشاهده في هذا المجتمع .


 الغريب في الأمر أن العدالة الاجتماعية التي يتحدث عنها الرئيس الآن كان هو السبب و المسبب لانهيارها داخل المجتمع ، هكذا  أشارات التقارير و المؤشرات بزيادة الفجوة تماما بين الأغنياء و الفقراء و بين المطحونين من العمال و الفلاحين و بين رجال الأعمال أصحاب الياقات البيضاء  الذين استغلوا الضنك و الفقر و ضيق المعيشة  في امتصاص دماء هذا الشعب .


يأتي الآن و بعد سبعه و عشرون عاما في التفكير  عن العدالة الاجتماعية و يبحث عنها ، و تأتيك التصريحات  و على لسان الوريث المنتظر بأنه " لا و لن نتخلى عن المواطن "  فهو بلا شك يتحدث عن المواطن الذي يعيش في المريخ هذا المواطن الذي لن يتخلى عنه حتى يصل به إلى مصيره المحتوم .

 

إنهم يريدون  مصريا لا يتناسل، فزيادة السكان تمثل مشكلة، ويريده ألا يأكل، ومن أين يأتي له بالطعام ، بعد أن جعله من عبيد إحساناته، وعليه ألا يتعلم، فالتعليم أصبح حكرا علي أبناء الأغنياء واللصوص والحكام  ، وعليه ألا يمرض فالموت أيسر وأرخص من طلب العلاج، وهو بذلك يخفف من الكثافة السكانية، التي يشكو منها ليل نهار.

 

ولا يجب أن يشارك في الحكم وتقرير مصير بلده، لأنه لم ينضج بعد، فالعمل السياسي صار حكرا علي أعضاء الحزب الوطني ومن تعتمده لجنه سياساته . وليس من حقه العمل، فهو ليس لائقا اجتماعيا بين اللصوص، الذين يحددون نوع العمل، حتي نظافة الشوارع وكنسها أسندت للأجانب، والوراثة، هي الأخرى، ضيقت الفرص لتكون علي حجم الورثة.

 

 وليس للمصري الحق في وسيلة مواصلات عامة، نظيفة ومريحة، فأزمة المواصلات هي الباب الذهبي لـ مافيا الحافلات الصغيرة الميكروباص وأباطرتها، من أمناء وضباط شرطة، استولوا علي سيارات قديمة، خردة غير صالحة للاستخدام، وسلموها لمجرمين وأرباب سوابق وخريجي سجون وإحداثيات، فحولوها إلي نعوش طائرة، تجاوزت في عدد الضحايا ما سقط في كل الحروب التي دخلتها مصر، يريده غير طامح أو طامع في مسكن، فمصر أصبحت عزبة الحكام اللصوص. والحاكم اللص عندما يتحكم يتدنى بمستوي المواطن، يفقر أبناءه ويذلهم، فالفقير والذليل، في منطق الحكام اللصوص ليس من بني البشر، وليس أمامه إلا مكان من ثلاثة: إما الاحتماء بالمقابر، أو المأوي في حزام العشوائيات المحيط بالمدن، أو الاستسلام لخيام إيواء لا تصلح للحيوانات، وأما إذا كان من المعدمين عليه افتراش الشوارع والأرصفة، بينما تشيد القصور والحصون والقلاع للحكام واللصوص،  تلك هي النظرة للمواطن الذي لن يتخلى عنه الحزب الوطني و السيد جمال مبارك .

 

 و إذا أرت أن ترى العدالة التي سيقدمها الحزب الوطني لمصر و المصريين فخير شاهد عليها محاكمه الهارب ممدوح إسماعيل بعد أن قتل أكثر من 1000 مواطن في عبارة الموت تلك هي العدالة التي نبعت من مرحاض الحزب الوطني  سترى أمامك دماء الأحرار و الشرفاء و المواطنين  نابعة من عدالة الحزب الوطني في أقسام الشرطة ، ترى العدالة في تزوير و تزييف الانتخابات و كل ما من شئنه أن يجعل لهذا المواطن صوتا أو رؤية لاحوال بلده و أمته.


أين العدالة و قد تحولت البلاد  إلى معتقل كبير يستطيع رجال الأمن فيه الوصول إلى فراش المواطن، وأحلامه، ويتابعون بريده الالكتروني، ويمنعونه من السفر، أو يضعونه في المترقب وصولهم إلى ارض الوطن  بل يستطيعون أيضا أن يتحكموا في مأكله ومشربه وعمله، وأن يتم الإيحاء لرب العمل بطرده، وأن يقوم ضباط أو عساكر أو مخبرون بتعليمه آداب العبودية وقواعد الطاعة في تخشيبة أو مكتب المأمور أو يعلقون أطرافه في السقف أو يدخلون العصا في موضع العفة منه.


بل أين العدالة و قد ضرب رجال العدالة بالحذاء و تم تهشيم رؤوسهم  و سحلهم و جرجرتهم في الشارع على وجوههم ، لم يحدث للعدالة و للقضاة مثل تلك الأفعال و هذه المؤامرات المتتالية  و هم رمز العدالة في مصر إلا في عهد الرئيس مبارك حتى و هم في أحلك حالات التماس مع الدولة في عهد جمال عبد الناصر و مذبحه القضاة لم يحدث لهم مثل ما يحدث الآن ،  إن ما يفعله الرئيس و الحزب الوطني بالقضاة في مصر لهو الدليل القاطع على عدالته .


لا توجد عدالة إلا إذا وجدت الحرية ، و حينما تتحدث عن الحرية في عهد سيادة الرئيس فحدث عنها ولا حرج ستجد مظاهرها في صور المظاهرات و الاعتصامات التي قامت بها قوى المعارضة في عهده  ستجد الآلاف و ضد ضربوا و شردوا وتم اعتقالهم  و مزقت ملابسهم و تم التحرش بهم  حينما  أرادوا أن يعبروا عن حريتهم و أصواتهم .


أين هي العدالة يا سيادة الرئيس في إغلاقك و حصارك لأكثر من مليون و نصف المليون إنسان  من دم و لحم ، دمهم من دمك ، جلدهم من جلدك ، دينهم هو  دينك ، لغتهم هي لغتك ، أين العدالة الانسانيه التي وهبها الله لك و جعلها في روحك و متنفسك ، امن منطلقات العدالة أن تقابل و تقبل أعدائهم  امن منطلقات العدالة أن تتعامل مع الأجانب و تتحدث معهم و تترك أبناء جلدتك لأنهم يخالفونك الراى و الموقف .

و في النهاية لا أستطيع أن أقول إلا أن الإيمان بعدالتك سيدي الرئيس هو كفر بالعدالة.

* من وحى شعار الحزب الوطني التاسع ( العدالة الاجتماعية )

*باحث و محل سياسي

2/11/2008

2 comments:

دنـيـا محيراني(ايناس لطفي said...

صدقت في كل كلمه يا اخي
اين هي العداله الاجتماعيه؟؟؟
بوست اكثر من رائع لانه صادق
تحياتي

ميرا ( وومن ) said...

ابو مفراح

تحياتي علي مقالك

فقد فسرت لنا معني العدالة الإجتماعية بعيون الحزب الوطني

تحياتي