يا مصرى ليه

Monday, November 10, 2008

مقال

حلم لا يتحقق في مصر

احمد مفرح*

 

(1)

اعتقد بأن ، ربما ، ، لذلك ...كلها بدايات و مقدمات بدأت بها الاجابه على هذا السؤال ، سؤال أخد من ذهني مساحه الانشغال و بدأت خلايا عقلي في التفكير  فيه و إيجاد البراهين و الدلائل لكيفية الاجابه عليه .

 

و لكن قبل أن اشرع في الإبحار في بحر الاجابه أريدك أن تعرف أنى لست بصدد تحليل سياسي و إن كانت السياسة جزء أصيل من اجابه هذا السؤال ، و لست خبيرا اجتماعيا و إن كان النظر في المجتمع و أحواله و استخلاص العبر و العظات منه اصل من أصول الاجابه ، و كل ما سأكتبه  من كلمات إن شئت و رأيت أنها أضغاث أحلام  لا تفيد و لا تجدي  و انه إبحار في بحر الغرق فلك أيضا مطلق الحرية في ذلك .

 

كيف يمكن لشاب  أن يتقدم و يرتقى لمناصب عليا؟؟ ، بل كيف له أن  يدخل غمار السباق بذاته  بأفكاره  بإطروحاته و  ينتصر في النهاية ؟؟؟، كيف امن بأن النصر حليفه في نهاية الطريق رغم ما يعتريه من مصاعب و مصائب؟؟؟، بل كيف له أن يفكر في الانتصار أصلا و هو في مثل تلك الحالة، بل كيف له أن يفكر في أن يتطلع و أن يطلب العلى من الأمور ؟؟؟.

 

اطرح هذا السؤال و اعلم أن الاجابه عليه تحتاج إلى مشوار طويل من الاجابه ،، اجابه لا تقف أمامها السدود و الصعاب ، ولا تؤدها السجون و المعتقلات ولا يعلوا صوت الآهات من التعذيب و التنكيل على صوت الأمل في الوصول إليه و إلى بلاغ غاياته.

 

بالأمس القريب اختلفت مع بعض التحليلات الخارجة على لسان احد المحللين  كنت جالسا معه حول هذا الرجل الأسود الذي اعتلى مرتبه رئاسة مجلس اداره العالم كما وصفته " الدستور " ورأيت كيف  و أن نظريه المؤامرة قد وصلت به إلى نهاياتها المحتومة  بأن مثل هذا الشخص قد أوجد في هذا الموقع بفعل فاعل ، بفعل تلك المجموعات المسيطرة على الأوضاع و أن كل ما يحدث ما هو إلا صوره من صور الإبهار البصري بالولايات المتحدة الامريكيه وبالديمقراطية الخادعة الخارجة منها و رأيت بأن هكذا تحليل خارج من منطقه مظلمة ليس فيها شعاع نور أو بصيص أمل و رأيت أن أرد عليه  .

(2)

اعتقد بأن التطلع و العمل من اجل الوصول إلى الهدف من أسمى مراتب الانسانيه و أن مثل هؤلاء الذين سلكوا طرق جبال  الأمل و التطلع و عملوا من اجل أن يرتقوا قممها لهم من أفضل من يجسد خلق الله  و إن كان لا يؤمن بالله سبحانه لان بإيمانه أو عدم إيمانه لا يغير ذلك في ملك الله شيء و التطلع و الأمل أملاك الله التي يعطيها كيف يشاء لمن عمل للوصول لها .

 

بل كانت تلك هي أهم الأسباب  التي اعطتنى ثقة كاملة في منهج الأمام الشهيد حسن البنا الذي خرج من القرية يبتغى الوصول إلى غايته و عمل في سبيل  ذلك ووضع منهجا و مشروعا منبثقا من منهج الله الذي انزله على رسوله صلى الله عليه و سلم ،  طريق واضح مرسوم الدلالات لا فيه لبس أو غموض بل خاض في ذلك صعاب جمة كانت نهايتها أن قتل في سبيلها رحمه الله عليه بل و غير ه كثر من الذين امنوا بهذا المنهج و تحملوا في سبيل تحقيقه مالا تطيقه الأرواح قبل الأبدان .

 

 قرأت و سمعت من الوقائع عن شخصيه الأمام الشهيد حسن البنا و كيف له  وقد استطاع بتطلعه في أعاده نهضة هذا الدين،  أن يتقدم و يعلوا بتلك الجماعة حتى أصبح الشخص الذي يلتف حوله أكثر من اثنان و نصف المليون في ميدان السيدة زينب و رغم ذلك تحدث عن أن الطريق ما زال طويلا ، و رأيت كيف استطاع أن يبنى جيلا فريدا من الرجال الذين نفث فيهم روح الأمل و التطلع و الرقى و يفرد لهم من المساحات ما تجعلهم يظهروا و يعلوا  شأنهم .

 

و رأيت في عصرنا هذا ممن ينتمون إلى منهجه من يقصوا من أمامهم الكثير ممن يرغبوا إلى التطلع و الأمل  و التجديد و عدم إفراد المساحات لهم بحجج كثيرة  و اتهامات بالانحراف عن الغاية أو حب الظهور و التطلع ولا اعتقد بأن هناك من الجماعه من يستطيع أن يتجرأ و يتحدث بتطلعه بأن يكون مرشدا عاما للجماعة  أو حتى عضو مكتب أرشاد أو عضو مكتب شعبه لان كل هذا سيدخله  في دائرة لا ترحم من الشكوك و النظرات و الغمزات و أمراض حب الزعامة و ستلاحقه الردود و الإجابات أينما حل بأن المسئولية لا تعطى لمن يريدها و أنها مسئوليه أمام الله قبل أن تكون أمام الناس و أننا أهل المسئولية نتطلع لليوم الذي نخرج فيه من هذا العمل    ،  في عصر أصبح السمة الاساسيه لجماعه فيه هروب العقول و المفكرين لدرجه أصبحت فيه حماية التنظيم  وحشا يأكل في طريقه من يقف أمامه بالتطلع لذلك فلا اعتقد بأننا سنصل عن قريب لنرى مثالا لهذا الرجل الأسود يرتقى المناصب حتى يصل إلى أعلى منصب يدفعه في ذلك الكثير من الأعضاء  بداخل الجماعة  .

 

(3)

ربما  ما أتحدث عنه طبيعي جدا في الحياة السياسية بأحزابها و هيئاتها و جمعياتها و مجتمعها  فالمجتمع الحزبي في مصر  مجتمع يملئه الخراب  و الدمار السياسي لا تجد فيه أبدا إلا مجموعه من المسيطرين الذين يقصوا  من أمامهم كل متطلع إلى قياده حزبه و لديه الإمكانيات و المواهب ما يؤهله لذلك  ، لن تجد داخل الوفد من يستطيع أن يتمثل دور النحاس في صعوده و ارتقاءه بداخل الحزب  بل لن تجده  بداخل اى حزب من الأحزاب المصرية جمة ، كلها مجموعه من النهابين المرتزقة الذين سيحافظون على كراسيهم حتى الموت ، مثلهم مثل دكتاتور النظام  أصبح الحفاظ على الكرسي هو  الهم  الأكبر ، أصبح الاطاحه بالمتطلعين هو سبيلهم في الحفاظ على عروشهم و على ما تقدمه الدولة لتلك الأحزاب من معونات و أموال،  أصبح  الاهتمام بالنماذج المجتهدة  يكن في صندوق القمامة مع تجاربهم و أنشطتهم  و تصوراتهم .

 

و هذا ما يفعله الحزب الوطني ذاته مع  اى حزب أو جماعه أو أفراد متطلعون إلى الوصول لسده الحكم في مصر ، بل هذا ما يفعله حسنى مبارك ذاته في إقصاءه اى طرف يستطيع أن  يقف أمامه و يشاركه و لو بالحلم في حكم مصر ،  رأينا جميعا ما يفعل بأيمن نور و من قبله المشير أبو غزاله .

 

بل لعلك تجد تلك الظاهرة في كل مظهر من مظاهر المجتمع المصري  تجده في الجريدة بقيام رئيس التحرير بنفي صحفي متميز حتى يحافظ على كرسيه ، تجده في مدير  المستشفى و الشركة و البنك  في كل شبر بداخل مصر السياسة و الحزبية و المجتمعية إن شئت القول ستتحسس صورتها و ستشم رائحتها النتنة خارجه من أفواه وائدي الفكر و الطموح.

 

(4)

 

لذلك عندما راود هذا الانتصار عقلي  و نظرت فيمن حولي  علمت بأننا ما زلنا في بدايات الطريق حتى يخرج لنا مثل هؤلاء الذين  ذاقوا حلاوة الأمل و التطلع  و توجهه إبصارهم  نحو منصة التتويج و النجاح .

 

 حتى يخرج من الجماعة رجلا فريدا  متطلعا مثل الإمام البنا  عليه رحمه الله الذي أحبه العامة قبل أن يحبه الإخوان أنفسهم  يصير بهم إلى الطريق الصحيح ، حقا أنا في احتياج شديد و غيرا من شباب الجماعة إلى مثل هذه الشخصية .

 

حتى تخرج من الأحزاب تلك الشخصيات القبيحة و ينتهي أمدها  ويتطلع  أصحاب الأمل و الطموح ليخوضوا غمار السباق نحو   الثقة و النصر .

 

حتى يخرج حسنى مبارك و من معه من مرتزقة و حاشية و يتركوا مصر ، حين  يحاكموا من قبل الشرفاء وتؤخذ حقوق المذلولين في عصره .

 

حتى هذا الوقت لابد أن اخرج من ثنايا حلمي و انظر إلى الحقيقة المرة  حقيقة الحلم الذي لا يتحقق في مصر ...حتى يومنا هذا .

*باحث و محلل سياسي

10/11/2008 

2 comments:

ميرا ( وومن ) said...

تساءلت واجبت وصدقت

تحياتي

هاني جابر said...

دعوة لصيام يومي الأثنين 24/11 - 1/12 والدعاء لإخواننا في غزة والتبرع بثمن وجبة الافطار لأهالينا في غزة
والي عايز يشارك يسجل معانا في حملتنا بوضع البانر في مدونته والمشاركة في الجروب ويدعو الناس كلها للمشاركة معانا
هدفنا 1.000.000 مسلم يدعو ويتبرع لاخواننا الرقم سهل ونقدر نحققه بس عايز تعاون وجدية
والي ميقدرش يصوم يوم يصوم التاني بس لازم نصوم من اجل اخواننا في غزة

البانر علي المدونة


www.bahebalhorea.blogspot.com


http://www.facebook.com/group.php?gid=37720052122