يا مصرى ليه

Tuesday, May 13, 2008

المقال الاسبوعى

ستون عاما و حق يأبى النسيان

بقلم ابو مفراح

عندما يحاول القلم أن يكتب عن هذا الحق ، تأبى معه اليد و الكلمات أن تقف و تأبى الحقيقة أن تعجز عن تقديم براهينها و أسانيدها و تاريخها ، فيض سيال من الحقائق و الكلمات و المشاعر و الأبيات و الاغانى و الحوادث تنطق بالقصة و تعرض لها و تنادى من اجلها و تناضل لإثباتها في زمن أصبحت فيه الحقيقة صعبه الثبوت .

ها هي ذكرى النكبة، تصحو على صوت العام الستين للحظة الاقتلاع الأولى، منذ ذلك اليوم وذلك الشهر وتلك السنة، سنة 1948 التي مازالت ذكراها تعشش في قلوبنا وتسكننا ومازال يشفنا الوجد، ويجرفنا الهوى إلى هناك، هناك القريب البعيد، تهجم عليك الحقائق ، ويجرفك التاريخ ، و يتملكك الحنين إلى الاراضى الطاهرة التي تصلنا رائحتها الزكية من هناك في غزة.

وأنت تعيش الذكرى تنظر فلا ترى، وتبحث فلا تجد، وتسأل فلا جواب، وتنادي فلا من يجيب، وتصرخ فلا من يسمع.

تنظر فلا ترى إلا خيانة ....خيانة بكل عروه من عرى القضية بدأ بالحق التاريخي في كل فلسطين و انتهاءا بحق العودة و اللاجئين ، طائفة من الشذاذ قاموا تحركهم أموال صهيونية صنعوهم على أعينهم و أبدلوهم دماء الخسة و النداله و القزامه و أوجدوا فيهم روح الخيانة يتنفسونه هوائهم و يعيشون على قوتهم ولا يستطيعون ان يتزحزحوا شبرا واحدا عن حجرهم و غرفهم و تصريحاتهم هكذا بدا محمود عباس رفاقه و دحلان و مرتزقته و قد قاموا بكل فعل من اجل إرضاء الأسياد .

و تبحث فلا تجد .... إلا تلك الفئة المؤمنةالصابره التي أنبتها الله نباتا حسنا ، اصطفاها الله حتى ترفع لواء الشرف و الكرامة و الجهاد ضد الصهاينة و الصهيونية ،حتى تحافظ على القضية و على الدين ، مستمسكين بالحق و مستعصمين به لا يفارقونه ولا يفارقهم، ولا يزلون أنفسهم إلا لخالقهم قاموا تحركهم روح الله الطيبة ووعده بنصره المؤمنين ، رووا تراب فلسطين بدمائهم الطاهرة فنبتت شجره الشهداء و خرج من ضلعها أغصان و براعم لن تتزعزع عن ثوابتها و ستظل تجاهد حتى أخر نفس و أخر طلقه .

و تسأل فلا جواب .... حتى متى سيظل الحكام العرب إلى هذه الدرجة يمتطون من قبل الأمريكان و الصهاينة ؟؟؟؟، و إلى اى مدى يشعرون برجولتهم و كرامتهم ؟؟؟ و في سبيل اى غاية يفعلون ما يفعلون بالقضية و بأهلها ؟؟؟؟ لماذا دائما نجد منهم كل قزامه رأى و تفاهة منطق ؟؟؟؟ لماذا يسارع سيادة الرئيس لتهنئه من احتلوا ارض دينه ووطنه ؟؟؟ ألا يعرف بأن إسرائيل كيان غاصب قاتل سافك لأرض فلسطين ؟؟؟ ألا يعرف بأن من يسلم عليهم و يقبل وجوههم هم أعداءه و أعداء مواطنيه و أهله ؟؟؟ حتى متى ستظل كلاب أمنه امينه لحراسه حدود إسرائيل ؟؟؟؟ و إلى اى وقت سيظل شريكا في حصار مليون و نصف مليون مواطن ؟؟؟ ماذا سيفعل أمام الله و قد اقترب اجله حين يسأله ؟؟؟ و حتى متى سيظل في استبداده و طغيانه يمضى و يسير ؟؟.

سيادة الرئيس و ساده الحكام العرب إن إسرائيل تتمدد، تبني المستعمرات، وتقيم الجدران ذات الأبراج والأسلاك الكهربائية، وتسلح كل صهيوني بصاروخ بل بقنبلة نووية، وتدعمها الولايات المتحدة بالمال والسلاح والرجال والسياسة والدسائس والمؤامرات والفيتوات، والهيمنة على الأنظمة العربية التي ترأسونها !. والأنظمة العربية – أعني انتم ، تطيعون بوش الذي يأمركم بمحاصرة الفلسطينيين بينما تعصون الله الذي يأمركم بتحرير الأقصى ومساعدة الشعب الفلسطيني، انتم عبيد لإله الشر بوش وبوش نفسه عبد لآلهة الشر الصهيوني!. هل يستحون يا حكام العرب، أو حكام عرب بدون أداة التعريف، حتى نستثني منكم من له نية حسنة، رغم ضعفه وهوانه وقلة حيلته، أين ملايين النفط العربية من تحرير القدس، وتحريرها أمر إلهي مفروض على الحاكم والمحكوم. ألا يتحرك النفط العربي لتحرير القدس كما تحرك نفط العرب وحكام العرب لتحرير الكويت.

إن فلسطين تنادى ..تنادى فلا من يجيب و تصرخ فلا من يسمع ..... تنادى على امه المليار

أمتي هل لك بين الأمم منبر بالسيف أم بالقلم
أتلقاك وطرفي مطرق خجلاً من أمسك المنصرم
ألإسرائيل تعلو راية في حمى الأقصى وظل الحرم
رب وامعتصماه انطلقت ملء أفواه اليتامى الثكل
لامست أسماعهم لكنها لم تلامس نخوة المعتصم!

ستون عاما وشعبنا الفلسطيني الذي اقتلع أكثر من ثلثيه من أرضه، يعاني الويلات والظلم والعسف ويعيش حياة البؤس والتشريد في المخيمات سيئة الصيت.. وما زال يسير في درب الآلام الطويلة يعاني الأمرين: مرارة التشريد ومرارة حياة القهر في ديار الأغراب تمثلها .تلك الصرخات الخارجة من عمق أعماق تلك المرأه الفلسطينية التي نظرتها عينانى و هي تصرخ من ويلات القهر في ديار العرب ومن وجع التشرد في البرازيل .

ستون عاما من المهانة والمصادرة لحقوق شعب بأكمله.. وبعد كل هذه السنوات التي شهدت مئات المجازر بحق الشعب الفلسطيني، لم نسمع ونرى سوى بيانات الشجب والاستنكار والتصدق ببعض الأموال من هذه الجهة او تلك. ظنوا انه، وبعد هذه العقود سينسى شعبنا ما تعرض له من مذابح، وسينسى قراه التي دمرت، وسينسى ارضه وممتلكاته .. لكن بعد هذه السنين العجاف، ما زال الشعب امينا لشهدائه واسراه ومنفييه ولحقوقه المكفولة دوليا.. مرت كل هذه السنوات وما زالت كل تلك القرى التي أبادها الاحتلال البالغة 531 شاخصة في أذهان قاطنيها.

وما زال هذا المفتاح...مفتاح المنزل و الأرض بأيدي أصحابه يتوارثونه جيل بعد جيل ولا يستطيع كان من كان أن يزيل من الأذهان موضع بابه و مكان بناءه و صوره حجرته التي تركها منذ ستون عاما محمل على أكتاف والديه و هم يجرون به هربا من المجازر و المذابح.

ظن البعض انه بعد هذه السنوات الطويلة من العذاب والآلام سيصل شعبنا الفلسطيني إلى قناعة التخلي عن حقوقه في أرضه ودياره، أو حتى أن ينسى و هو في غيابات الشتات ضيعته و أرضه و موطن آباءه و أجداده و ظنوا أيضا أن دماء الألوف من الشهداء الذين تساقطوا في حرب النكبة وما بعدها قد انتهى ثأرها من نفوس الملايين خاصة بعد تراجع الدعم والتأييد له في المحافل العربية والدولية بل والأنكى من ذلك أن ذهب البعض إلى الضغط على الشعب الفلسطيني وقيادته للتخلي عن حقوقه الأساسية في إقامة دولته و عاصمتها القدس الشريف، وذلك بذريعة تقبل الحقائق والوقائع التي أحدثها الاحتلال على الأرض.

كل هذه الأعوام تمر .. ويزداد فيها تشبث الفلسطيني بحقوقه التي لا تسقط بالتقادم رغم تكالب الظروف والمؤامرات المتعددة الجنسيات.. وستثبت الأيام أن من بين الأشياء التي يعتز بها الشعب الفلسطيني ذاكرته التي يكتنز فيها الكثير من الذكريات التي لا يغيبها إلا الموت.

وطالما أننا على قيد الحياة و فينا رمق من قوة ، ستبقى الحقوق مصانة ولا بد في يوم من الأيام أن يعود الحق لأصحابه طال الزمن او قصر. والتاريخ علمنا ان الاحتلال الى زوال طال الزمن أم قصر، وحتما سيأتي ذلك اليوم الذي ستتحول فيه مستوطنات الاحتلال إلى آثار من الماضي الاحتلالي.

ابو مفراح

13/5/2008

5 comments:

الـــصـــــارم said...

القدس مش هترجع الا برجال لا يخافون من احد
رجال مش عايزين الا نصرة ارضهم وبلادهم من كل قلبهم
ارضنا مش هترجع لنا الا نصرة بلدنا - بس عشان هيا بلدنا - مش عشان جماعتنا ولا احزابنا
---------------
تفضلوا بزيارتى
http://alsarem.blogspot.com/

sharkawoo said...

ستون عاماً وما زلنا في غفلة أخي الكريم ... ولكن لماذا لا تقل أن لولا تلك النكبة لكنا نسينا الكثير من حال أمتنا ...

دائما فلسطين هي من تذكرنا أن كنا أمة واحدة تسعي للخير معاً ...

أمة واحدة لها قائد واحد ...

قريباً نكون كذلك إن شاء الله

ا بـن عــمــر said...

ندعوكم لحضور حفل زفاف (ابن عمر) وذلك يوم الخميس 29/5/2008 فى قاعة الأفراح بنقابة التطبقين وذلك عقب صلاة العشاء

ا بـن عــمــر said...

ندعوكم لحضور حفل زفاف (ابن عمر) وذلك يوم الخميس 29/5/2008 فى قاعة الأفراح بنقابة التطبقين وذلك عقب صلاة العشاء

ابو العربى said...

بأيدينااااااااا سنعيد بهاء القدس وستشرب الارض دم الصهاينه الكلاب
وساشعر بالنشوه عندما يلامس دمهم النجس ثيابى
يا ابو مفرح مهما طال الزمن وقصى علينا وخان الخونه وتعاونو على الخيانه سيظل الاقصى فى قلوبنا وعقولنا وسننقشه فى قلوب ابنائنا نختلف مهما نختلف ولكن لا اختلاف على قتل الصهاينه الكلاب

تحياتى
ابوالعربى