يا مصرى ليه

Thursday, May 22, 2008

مقال

ايمن نور

الشمعة لن تنطفىء

بقلم / احمد مفرح

لعلى أول مره انقل حديثي عن ايمن نور من عالم الشفاه إلى عالم الكتابة و بالرغم من كثره القيل و القال عنه إلا أنى من المحبين له القارئين لكتاباته المتابعين لتجربته تلك الشخصية التي استطاعت أن تضيء شمعه من شموع المعارضة المصرية و أن تقف في وجه اله الاستبداد الاعلاميه و الامنيه التي يمتلكها النظام بقلمه و نافذته الصغيرة في وسائل الإعلام المختلفة التي استطاعت أن تجذب الشباب المصري و باتت موضع احترام و ثقة من المواطنين المصريين .

في كل يوم يطل علينا الرجل من محبسه و زنزانته بعموده الصغير يحلق في فضاء الحرية و يتعدى جدار الاسمنت الفاصل بينه و بين محبيه وأهله و مؤيديه.

..........................................

دخل ايمن نور عالم السياسة مبكرا حيث تقلد أمين عام اتحاد طلاب الجمهورية في مراحله الثلاثة الاعداديه و الثانوية و الجامعة و كان والده احد نواب مجلس الشعب و هو ما أعطى لنور ثقل و أداراك سياسي و تميزت فتره وجوده في حزب الوفد أثناء زعيمه فؤاد سراج الدين نقله نوعيه في حياته السياسية حيث كان من المقربين إليه و بعدها خرج من الحزب اثر خلافات بينه و بين نعمان جمعه الرئيس الجديد للوفد بعد وفاه سراج الدين .

إن الرجل حقا أراد أن يرقص مع الذئاب و أن يدخل عش الدبابير ليقدم للحياة السياسية و في سبيل التحررالسياسى و الديمقراطية بعض الخطوات الاصلاحيه و خطى في هذا الاتجاه الخطوات الأولى ظانا بأن لغة الإصلاح و الديمقراطية التي تغنى بها النظام ستقف أمام طغيانه و استبداده أو انه سيرضى بعد أكثر من ثلاثة و عشرون سنه من الحكم أن يتنازل طواعيتا عنه أو حتى أن يقبل بانتخابات نزيهة و ديمقراطية ، مازلت اذكر تلك المقابلة لأيمن نور قبيل انتخابات الرئاسة بيوم واحد على إحدى القنوات الفضائية حين سئل ..

" ماهو أول فعل ستقوم به لو نجحت في انتخابات الغد ( انتخابات الرئاسه )؟؟

فقال الرجل بكل طيبه ( سأذهب لمصافحه الرئيس مبارك و اشكره) .

..............................................

لقد إختار ايمن نور لنفسه اللعب على أوتار السياسة الحادة التي كثيرا ما قتلت البعض و مجدت البعض الأخر, استطاع نور من بين مئات السياسيين – على الرغم من صغر سنه نسبيا – و بعد سنوات من الصمت و الرعب الذي شل أوصال المجتمع المصري من تجاوز الحدود الحمراء و قول "لا" صريحة في وجه السلطة الحاكمة دون خوف أو تردد.

و كانت بداية محنة أيمن نور مع بداية الانتخابات الرئاسية عام 2005, و هي أول انتخابات رئاسية مباشرة تشهدها مصر, حيث رشح نفسه ضمن آخرين لمنصب الرئاسة, و كان أشهر الخاسرين بها, حيث حصل على نسبة محدودة جدا (7% فقط) من الأصوات, وفقا للتقارير الحكومية آنذاك, لكن تقديرات حزب الغد و تقديرات معظم منظمات حقوق الإنسان التي راقبت الانتخابات تتراوح ما بين 20 و 27% و رغم أن كثير من المراقبين و المحللين اعتبروا بان هذه الانتخابات ماهى إلا تمثيلية إلا أن النظام المستبد الحاكم أحس بالخطر من هذا الشاب الآتي على أعناق أكثر من اثنين مليون شخص أعطوا له أصواتهم في تلك الانتخابات و بدأت من حينها الخطط و المؤامرات تحاك له .

إن المشكلة الحقيقية التي واجههت النظام الديكتاتوري و المستبد العجوز في مصر هو القبول الخارجي لأيمن نور و التأييد الداخلي له ، حيث استطاع هذا الرجل أن يوجد قبولا من الدول الغربية لأفكاره الليبرالية التي ينادى بها و زاع صيته من خلال منظمات المجتمع المدني و الدوائر السياسة المستقلة في دول اتخذا القرار واشنطن و دول الاتحاد الاوروبى و هو ما أصاب النظام الحاكم بالرعب من هذا التأييد الذي يستطيع من خلاله أن يعيق اى حركه نحو عمليه التوريث .

و تمثلت المشكلة أيضا في المقارنة بينه و بين الوريث المنتظر .. و شتان بينهما في المقارنة...فكيف نقارن بين رجل أتى من رحم الشعب المصري و عاش همومه واختلط بأطيافه المختلفة و ناضل من اجل أن يرتقى و يصلح من شأن مصر و المصريين و بين من ولد و في فمه ملعقة من ذهب و ينام وسط الحراسات الخاصة بالحرس الجمهوري

وكانت البداية برفع الحصانة عنه و اعتقاله في يناير 2005 بتهمة تزوير التوكيلات الخاصة بتأسيس حزب الغد, و حكم عليه بسبع سنوات من السجن و منع الإفراج الصحي عنه برغم النداءات المتكررة لسوء حالته الصحية و تدهورها و الحديث عن مؤامرة لقتله في السجن وكان الحكم الأخير لمحكمه الاداريه العليا بمنعه من الكتابة و المراسلة و هو الحكم الذي لاقى استنكارا من قبل فقهاء القانون و الخبراء لمنعه اقل القليل من الحقوق الانسانيه لاى سجين .

....................................................

إن الحياة الديمقراطية و اليبراليه التي نادى بها ايمن نور و من معه من شرفاء الغد تأبى على الوجود في مصر في ظل هذا النظام ..من الذي يصدق بان مثل هذا النظام الفاشي المستبد يقبل التعددية أو وجود انتخابات ديمقراطية نزيهة و من الذي يصدق بان مثل تلك العصابة الحاكمة تقتل نفسها بيدها لأنها تعلم جيدا أن التعددية أو الديمقراطية أو انتخابات نزيهة ستلقى بهم في مزبلة التاريخ و تصير بهم إلى التهلكة .

صحيح أن الشارع المصري منقسم بحدة على أيمن نور, فهناك من يؤيده حتى الموت و يرى فيه طوق النجاة الأخير لشعب أوشك على الغرق في ظلمات القمع و الطغيان, في حين يراه البعض الأخر منافق فاشل ألقت به خططه الغير شريفة في السجون بدلا من أن تقفز به إلى عرش مصر. لكن أيمن نور سيظل دائما و أبدا "شمعة من شموع المعارضة و التغيير في عالم مظلم جدا", حقا الدكتور أيمن نور مع كل اختلافنا أو اتفاقنا معه يظل هو وميض في سراج الحرية الذي يطل برأسه وسط سنوات طويلة من الظلام والقهر و الاستبداد في مصر .

........................................................

محامى و ناشط حقوقى

1 comment:

mohammed alsha3r said...

فك الله اسر ايمن نور وكل اسرى الحريه
وسلم مداد قلمك ياابا مفراح