يا مصرى ليه

Saturday, October 04, 2008

مقال

تزودنا ... فأين العمل؟؟


بقلم / احمد مفرح*

(1)

بداية يا ليت العام كله رمضان ، و يا ليتنا نعيش كل أيام العام بنفس تلك الروح المباركات التي ننعم بها في أيام و ليالي هذا الشهر العظيم ، نتلمس في كل دقيقه نعم الله علينا ونسمع آيات رحماته و قد ملئت الدنيا بنبرات الصلاة و القيام و دعاء المصلين.

علم الله سبحانه و تعالى و هو العليم بشأن هذا الإنسان الخالق له انه دائما و أبدا في احتياج لتلك الروح ... روح تأخذه من عالم الماديات المفرط إلى عالم الربانية الروحية حتى تتمكن نفس هذا المخلوق الضعيف لإحداث التوازن بين روح ربانيه تسرى في قلبه و جسده ورح ماديه تسرى في دنياه و عالمه المادي على طريق مستقيم رسمه له خالقه و صانعه سبحانه و اللذان بهما يسير الإنسان في هذه الحياة .

فجعل له مثل تلك الأيام المباركات " إن في أيام دهركم لنفحات ألا فتعرضوا لها " حتى يتزود منها الإنسان فيصلح حاله و يعتدل اعوجاجه بعدما مال إلى دنيا الماديات و الشهوات.

و هو في ذلك يساعده تغير حال و أجواء المجتمع الذي يعيش فيه و الوسط الذي ينتمي إليه فتغير حال المجتمع بقدوم مثل تلك الأيام لهو خير مساعد و أفضل عون على الاستقامة فتهفوا في الرحاب أجواء و نسمات هذا الشهر فتصفوا النفوس و تستريح الافئده و تنشغل العقول بالطاعات .

(2)

إلا أن الدارس و الفاهم و العاقل يعرف أن هذا الدين ما جاء و لم ينزل من عند المولى عز وجل حتى يكون عقيدة مستترة في الضمير أو صلاه خاشعة في مسجد أو مناجاة بين العبد و مولاه في لبالى و أيام رمضان أو حتى في غيرها من ليالي و أيام هذا الزمان و إنما جاء ذلك الدين و الذي من خلاله فرض صيام شهر رمضان لمعاني هي الأعظم و الأهم لحياه هذا المخلوق الذي خلقه رب رمضان و رب هذا الزمان .

لذا فإن رمضان ماهو إلا " محطة تزويد و شحن " لهذا المخلوق الضعيف حتى يستطيع بعد رمضان أن يضخ في نفسه و في المجتمع شحنات التغيير و الإصلاح و الوقوف أمام أهل الظلم و الطغيان الذين امتلأت بهم البلاد فأكثروا فيها الفساد فظلم من ظلم و عذب من عذب و شرد من شرد و قتل من قتل فحلت الويلات و زادت المنكرات و تأله الفاسدين من الحكام و ظنوا أنهم قد أحيط بهم سياج القوه و المنعة و التحكم و السيطرة على خلق الله و على عباد الله.

و علاج الطغيان أن تنشأ شعبا مؤمنا يقدر الحرية التي ينادى بها هذا الدين و يحرص عليها فيصد الحاكم عن الظلم و يقف به عند حده المرسوم ، الحد الذي عنده يعرف بأن هذا الشعب بهذا الدين له اليد العليا في الأمور و انه ما هو إلا موظف يعمل بمال هذا الشعب و سيطرة هذا الشعب و حماية هذا الشعب .

و حتى يكون مثل هذا الشعب الذي يؤمن و يقدر معاني الحرية و الكرامة فلابد من وجود الفئات و الأحزاب و الأفراد الذين يعتنقون مثل تلك المعاني فيحملونها على ظهورهم و يسيرون بها يوعون الناس بأهميتها و يرفعون من قيمتها فتعتنقها العقول قبل القلوب و تتبناها الأموال قبل الأجسام و الأبدان و تسهر من اجلها العيون .

(3)

طالعتنا الصحف و الجرائد على هؤلاء الملايين الذين وقفوا في ميادين و شوارع و أزقه القاهرة الكبرى ليله السابع و العشرون من شهر رمضان يرفعون اكف الضراعة إلى الله سبحانه و تعالى حتى يفك عنهم ماهم فيه من كرب و هم و غم و حزن و ضيق و فقر و ضنك بل هؤلاء الملاين الذين وقفوا بين يدي المولى عز و جل طوال هذا الشهر يدعون على الصهاينة و الأمريكان و غيرهم ممن طغوا و تجبروا على الآلاف البشر من كل جنس و دين فقتلوا و شردوا و لكن تأبى سنه الله أن تتحقق في أناس مقهورين و مذلولين و مشلولين على أن يقولوا الحق أو يعملوا لإعادته .

إن هؤلاء الذين وقفوا أمام يد الله يدعون على من ضيق عليهم رزقهم و أهانهم و افقدهم حريتهم و كرامتهم..كيف تسمع آهاتهم و نهنهتهم في الصلاة و الدعاء و هم لم يسمعوا أهات و بكاء و عويل الأرامل و الأيتام و الأطفال و الشيوخ من اهالى الدويقه الذين سقطت عليهم صخور الفساد و الطغيان ؟؟

كيف كانوا يسجدون بين يدي الله سبحانه و تعالى في مساء و ليالي رمضان و يحولون وجهتهم و قبلتهم إلى الانصياع و الانقياد إلى نظام قاتل و حاكم فاسد ؟؟

كيف كانوا يشعرون و وجوههم ممرغه في سجاد السلطة و تحت أقدام الرئيس ووريثه ووزراءه قبل أن تمرغ في مساجد الله و بين يدي الله؟؟

كيف يرفعون أيديهم إلى الله سبحانه و تعالى و تلك الايدى ما فتئت أن ترفع لقرار ظالم و فاسد في مجلس الشعب تنتهك به الحريات و تمد به قوانين الطوارىء و يعذب و يقتل و يسجن الشرفاء و العلماء و القادة المخلصين من أبناء هذا الوطن ؟؟؟

كيف يريدون أن يكتبوا عند الله سبحانه و تعالى من التوابين و أيديهم قائمه على كتابه القوانين و التشريعات التي تمد في غي وبغى و طغيان الرئيس و الحكومة ؟؟

كيف يعلون أصواتهم و ينادون " أميين" و هم يؤمنون كل يوم على فساد و إفساد الحكومة و الوزراء و على قراراتها المجحفة و الزائفة بحق هذا المواطن و على كسر الأقلام الشريفة الوطنية و إيداعها السجون و المعتقلات و على الحرائق التي استباحت ارض مصر و على غيرها من الجرائم التي ترتكب في أقسام الشرطة و بيد مباحث امن الدولة و على الخطف و التعذيب و على الاغتصاب و التحرش و غير ذلك كثير من أعمال يشيب لهولها الجنين في بطن أمه .

(4)

إن على الرمضانيين الذين تزودوا بالإيمان و التقوى و التقرب إلى الله في رمضان أن يجعلوا من إيمانهم و تقواهم واقع ملموس على الأرض ، واقع يجعل أيديهم المرفوعة طوال شهر رمضان يد بناء لايد هدم ، يد تحمل المعول و تعمل على كسر أسوار الفساد و الإفساد و بناء أسوار الإصلاح و التغيير .

واقع يجعل هامتهم الساجدة لله طوال شهر رمضان لا تسجد إلا له و لا تعمل إلا في سبيله و ابتغاء مرضاته ، لا تسجد للرشوة و الفساد ، لا تسجد للمال الحرام النابع من التزييف و التزوير ، لا تسجد لحاكم ظالم كل همه أن يمد في عمره و لا يترك كرسي رخيص الثمن باهظ في تكلفه الحساب و العقاب .

فما جاء هذا الدين لينزوي في الصوامع و المعابد أو يستكين في القلوب و الضمائر و إنما جاء ليحكم الحياة و يصرفها و يصوغ المجتمع وفق فكرته الكاملة عن الحياة لا بالوعظ و الإرشاد و الصلاة و البكاء و الخشوع بل كذلك بالتشريع و التنظيم و إحياء شعب و نهضة أمه ووطن .

....................................................................

باحث سياسي

4/10/2008


4 comments:

mo'men mohamed said...

راقت لى آخر فقرة جدا
ولكن لا تدرى لعل الله إطلع على قلب مؤمن فى تلك الليلة فيريد بهذه الفئة خيرا فيوفقها للتغير
جزاكم الله كل خير
السلام عليكم

ميرا ( وومن ) said...

احسنت صديقي العزيز فما أكثر ان نخرج من رمضان كما دخلنا فيه منصاعين أذلاء مقهورين

فلا نعرف سوي رفع ايدينا بالدعاء والإخلاص في النوايا

اما العمل فلم يحين دورة بعد ولا حيلة لنا فيه

تحياتي

Anonymous said...

الزملاء والزميلات

ادعوكم للدعاء بالشفاء للعزيز


******************* ( سعيد الشريف )*********************

صاحب مدونة الايجابية والاصلاح ..

بسم الله اللهم اشف انت الشافى لا شفاء الا شفاؤك شفاؤا لا يغادر شقما

صانعة الحرية said...

صدقت سيدى
والله صدقت
حزنت على الاحوال عد رمضان
لم يتزود الكل
بالامس صعقت عندما رايت بعد البنات معى فى الكليه خلعن الحجاب بعد رمضان
هل هذه نتئج رمضان؟
ام انه عدم اخلاص؟
اسال الله القبول
وجزيت الجنة